باقي قصة المغامرون الصغار

المعلق:

في الليل تمسي البحيرة ذات أجواء ساحرة، والمركب يتعرج بين التماسيح.

تشع عيون التماسيح على ضوء المشاعل فيتمكن المتعقبون من التقاطها بالعشرات.

الأب معتاد على التماسيح حتى أنه لم يعد يتحسب للمخاطر، وهو يخوض في المستنقعات حتى وسطه.

الأب:

تقيس طولها من الرأس وحتى الذيل، هذا يبلغ طوله تسعة وأربعين سنتيمتراً وهو يبلغ من العمر عامين.

الابن:

إنها أنثى.

الأب:

سأضع أغراضكما على الجزيرة، وسيقلكما كارولوس في الصباح، سأترككما هنا مع الخيمة والاحتياطات وانتبها للأفاعي، ولا تقدما على عمل أحمق، هل هذا واضح؟

فريدريكو:

اسمع ... هل يمكنك أن تسمع هذه الضجة؟

ماركوس إنه وحش.

ماركوس:

كم أنت أحمق.

سأريك أنه لا يوجد أي وحش هنا.

ما هو ذاك؟

المعلق:

الأولاد القلقون من اكتشافهم عليهم الانتظار أسبوعاً للحصول على جواب، إن أباهم بعيد عنهم، ورعاة البقر مشغولون بالقطيع.

ربما عندما يذهبون إلى شرب الحليب يمكن لرعاة البقر أن يجدوا معنى ما لاكتشاف الأولاد الغامض.

ماركوس:

رأينا نوعاً من الذئب الطويل الجسم، مع حوافر وأذني حمار، وعرف يشبه عرف الحصان، وخضم كبير مثل الذئب.

متحدث:

إنه يظهر عند الفجر، ويجعل الكلاب تعوي.

إنه يعوي عند القمر الكامل، ويبقى على هذه الحال. هذا صحيح.

المعلق:

بعيداً عن شعورهم بالخوف يشعر الأولاد بالذهول من قصص الرجال الذين تحولوا إلى ذئاب وفق أسطورة تناقلتها مخيلة السكان، وينطلقون للبحث عن هذا الوحش الأسطوري الذي سمع الجميع في الأرجنتين عنه، ولكن لم يره أحد.

يترك الوحش الأسطوري آثاراً، والقصب المسطح يظهر أين مر الوحش، حتى إنه ترك وراءه بطاقة تدل على زيارته، كومة من الشعر.

في اللغة الهندية اللاتينية "إقوار أقوازو" تعني العدو العملاق، ولكن هناك الكثير من الفرق بين هذا الذئب الصغير، وبين الحيوان الأسطوري.

الابنان:

انظر إقوار أقوازو رضيع.

إنه ليس إقوار أقوازوا إنه ذئب.

لا.. إنه ذئب أيها الغبي.

بل إنه كذلك، إنه من العائلة ذاتها.

لا، الذئب أكبر حجماً.

أنت اذهب وانظر إلى اليسار، أنت اذهب إلى اليمين.

أنا خائف سأرافقك.

هيا أيها الطفل.

المعلق:

فجأة تجفل الأحصنة وهذا يعني أنها تشتم رائحة حيوان مفترس.

يا للغرابة إن الوحش لا يغرب بل يبدو فضولياً.

إنه مزيج من جميع الحيوانات على الأرض، إقوار أقوازو يبدو كأنه مزيج من الغزال والحصان والحمار والذئب والثعلب، إن مخالبه المرعبة بالتأكيد تجعل منه نوعاً من الذئب، هل يمكن أن يكون هذا الحيوان رجلاً ممسوخاً، لا يبدو هذا الأمر أبداً إنه حيوان مفترس.

يدور الوحش حول ماركوس وفريد ريكو ويقترب منهما أكثر فأكثر.

يبدو أنه يحاول أن يوطد نوعاً من الاتصال ويبدأ فريد ريكو بالاقتراب منه.

بغرابة يستلقي الحيوانات وهو يئن ويبدو مرهقاً.

الابنان:

إنه مريض.

لا.. إنه يأخذ قيلولة.

هيا بنا لقد سئمت من هذا الحيوانات.

المعلق:

يتصرف الذئب بغرابة حقاً، هل يمكن للحيوان أن يكون مريضاً فعلاً؟

عندما يعود الأب يطلعه الولدان على المواجهة المذهلة ويرجوانه أن يمسك بالذئب، يوافق الأب ولكنه يترك المبادرة إلى الأولاد.

بيليتو هل تساعدينا في بناء فخ للإمساك بالذئب؟

المعلق:

وضع الفخ وليس عليهم سوى انتظار الذئب.

لقد شم الذئب رائحة الدجاجة، ويطلق قوائمه الطويلة باتجاه الرياح.

الابن:

ها هو إنه هناك.

المعلق:

الذئب حذر ويظهر ذكاءً كبيراً عندما يحاول أن يلتقط الدجاجة دون الدخول إلى القفص.

الابن: لن يدخل.

لقد أمسكنا به.

أمسكنا به.

أعطني هذه.

إنها لي.

خذها.

ذئب صغير.

المعلق:

يستكشف الذئب ذو العرف زريبته، ولا يمكن لفريد ريكو أن يحول عينيه عن الحيوانات السجين، لكن في هذه الليلة يبدو الوحش المخيف أشبه بكلب الحراسة الذي يأخذ قسطاً من الراحة.

في الليل يرفع الذئب عواءه لينضم إلى القرود العواء والجاقوا.

تمر الأشهر بسرعة على شلالات نهر إجوازو، وفي هذه المنطقة يعيش آخر الذئاب الرئيسية، ويقدر أن أقل من أربعمائة من هذه الحيوانات لا تزال موجودة، نادراً ما ترى ولا يعرف الكثير عنها، ومن غير المعلوم ما إذا كانت شخصيتها الفضولية تسمح للإنسان بترويضها بسهولة.

الابن:

الذئب قد هرب، لقد فتحت باب الحظيرة، لقد ركض باتجاه قن الدجاج.

المعلق:

بعد اعتياده على وجود البشر خلال ثلاثة أشهر في الأسر لم يعد الذئب يخاف البشر ولهذا فإن غارة على قن الدجاج لنشر الذعر هناك كانت متوقعة.

يبدو أن الذئب يشعر بالإهانة، وعواؤه يعبر عن إحساس بالغربة عن البشر.

الابن:

أبي أرجوك لا تؤذه أنا سأهتم به. أنا سأهتم به.

آه أيها الذئب الصغير انظر كيف يعاملونك؟

أيها الذئب الصغير.. تعال.

المعلق:

ثلاثة أشهر أكثر من كافية لترويض الذئب الغريب حتى أنها سمحت لفريد ريكو بأن يدخل إلى الحظيرة ويداعبه.

الابن:

لا تدخل من الممكن أن يعضك.

لا لن يعضني.

إذا دخلت سأخبر والدك.

أريد أن أدخل.

الأب:

توقفا عن القتال وتعالا إلى هنا، لقد حصلت على نتيجة التحاليل التي أجريت على الذئب، إنه يعاني من نوع من الطفيليات سنعالجه ثم نطلق سراحه.

الابن:

لا. أرجوك دعه يبقى. أرجوك.

الأب:

لم لا؟

الابن:

أريد أن أعتني به.

الأب:

هذا حيوان ينتمي إلى البرية، لقد سمعت أنه ثروة قومية، من غير المسموح لك أن تبقيه في الأسر.

الابن:

أبي.. أرجوك.

الأب:

لا يمكننا الاحتفاظ به، إن هذه الحيوانات نادرة لهذا علينا تحريرها لتتمكن من التكاثر.

الابن:

الحيوان المسكين.

الأب:

إنها حيوانات نادرة، سأعطيه هذا الدواء.

الابن:

إنه ينزف من أنفه. أبي لقد جلبت الطوق.

الأب:

ضعه حول رقبته.

هذا الطوق يرسل إشارات إذاعية.

الابن:

لم هذا الطوق؟

الأب:

كما قلت لك، يرسل إشارات إذاعية.

عليك أن تدير جهاز التلقي هذا وستحصل على الإشارة عبر هذا الهوائي، عبر هذا الجهاز يمكننا أن نتبعه، كلما اقتربت يصدر الجهاز صوتاً، ثم يصبح هذا الصوت أسرع وأسرع كلما اقتربت، وهكذا يمكنك أن تتعقبه وأن تراقبه.

المعلق:

إن حيوانات الإقوار قوازو نادرة للغاية، حتى أن ماركوس جارسيا لا يفوت الفرصة لمراقبتها في موطنها الطبيعي، ومع هذا الذئب ستكون المهمة أكثر سهولة؛ لأنه تعود أن لا يهرب من البشر.

طلب الأب من فريد ريكو أن يبقى في المنزل خوفاً من أن يُصاب بالحزن الشديد.

بعد تحريره إلا من الطوق الثقيل الذي يربطه عبر الأقمار الاصطناعية بعالم البشر يأخذ الذئب وقته ليترك رفقه البشر وينطلق إلى المساحات الواسعة المفتوحة.

الابن:

أنا سعيد لأن الذئب ذهب أخيراً، لم نستطع أن نفعل شيئاً مثل جمع الأسماك أو لعب كرة القدم أو الاستكشاف.

في أحد الأيام سأجده وأراه مرة أخرى.

المعلق:

بمساعدة إرشاد الأقمار الصناعية يخوض فريد ريكو في أعماق المستنقع للعثور على الذئب.

الصوت الإلكتروني المتسارع يقوده إلى مكان قرب شلالات إجوازو.

وبترقب بالغ يقترب من هدفه، ولكن الطوق الممزق كان يرسل الإشارة وحده، وبدا فريد ريكو خائب الأمل، إذ لم يعد لديه أي طريقة للعثور على ذئبه المفضل.

وبشكل غير متوقع يظهر الذئب ويشتم رائحة مألوفة، مأخوذاً بالمفاجأة يشعر فريد ريكو بالخوف للحظات قصيرة، ولكن بعد وقت قصير يعجب بتبادل العاطفة التي يظهرها الذئب.

هناك بالتأكيد شيء إنساني في صوته الحزين، ربما يحاول إخبار فريدريكو شيئاً ويقدم له رفيقته الأنثى.

الزوجان يصطادان معاً الصراصير والخنافس والفئران التي تمثل غذاءهما الرئيسي.

هذا هو الوداع الأخير بين الكائنين المعرضين للخطر، ربما لن يتقابلا مرة أخرى ولكنهما تلاقيا في عالم خاص بهما.

يعوذ الذئب إلى رفيقته، ومعاً سوف يتشاركان في قضاء أوقات جميلة.

ثم سيعود إلى عزلته في المستنقعات الأرجنتينية، حيث تلتقي الأرض والغابات والمياه

مشكور اخي على القصة الجميلة